أعمال الشغب في الملاعب المغربية: تخريب مرافق ملعب محمد الخامس
شغب الملاعب
تشهد الملاعب المغربية بين الفينة والأخرى أعمال شغب وتخريب، كما حدث في مركب محمد الخامس ، مما يعكس غياب السلوك الحضاري واحترام المال العام. رغم الجهود السابقة، كمنع الجمهور وتوقيع عقوبات من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لا تزال هذه الظاهرة تتكرر، مما يدعو للقلق ويطرح تساؤلات جدية حول نجاعة الإجراءات المتخذة.
مع اقتراب مواعيد رياضية كبرى مثل كأس إفريقيا وكأس العالم، تشكل هذه الأحداث تهديداً حقيقياً لسمعة المغرب على الصعيد الدولي. الجماهير الزائرة قد تنفر من حضور المباريات بسبب مشاهد العنف والفوضى. والمثير للاهتمام أن تنظيم كأس العالم للأندية بالمغرب، دون تسجيل أي حوادث شغب، يؤكد أن التحكم في الوضع ممكن إذا توفرت الإرادة والصرامة في التنفيذ.
الأسباب والحلول المقترحة: غياب التنظيم:
يجب وضع نظام صارم لتحديد عدد جماهير الفرق الزائرة وتأطيرهم بمرافقة أمنية، مع تنظيم عمليات الدخول والخروج. كما ينبغي ربط شراء التذاكر ببطاقة التعريف الوطنية لمنع دخول العناصر المشاغبة.
إهمال المسؤولين عن الملاعب :
تقع على عاتق الجامعة الملكية، والعصبة الاحترافية، ووزارة الرياضة، والأندية، مسؤولية مباشرة لفرض إجراءات صارمة تحمي الملاعب والجماهير.
ضعف الثقافة الرياضية:
من الضروري إطلاق حملات تحسيسية لترسيخ ثقافة الاحترام في الملاعب، وتشجيع جمعيات المناصرين على لعب دور إيجابي في توجيه الجماهير نحو السلوك الحضاري.
التكلفة الاقتصادية
أعمال التخريب لا تقتصر على الإساءة للصورة العامة فقط، بل تُهدر المال العام أيضاً، نظراً لتكلفة إصلاح المرافق المتلفة. ومع ارتفاع تكاليف صيانة الملاعب الجديدة، تصبح الحاجة ملحة إلى التخطيط الواقعي لاستيعاب الجماهير حسب حجم المنافسات.
حان الوقت لقول "كفى" للتخريب واللامبالاة. ويمكن استلهام التجربة الناجحة لكأس العالم للأندية عبر: الاعتماد على شركات أمنية متخصصة. منع الأدوات الخطرة مثل الشهب النارية. فرض عقوبات رادعة وفورية على المتسببين في الشغب.
الملاعب الرياضية يجب أن تبقى فضاءً للفرجة النزيهة والتنافس الشريف، لا للعنف والفوضى. حلول هذه الأزمة موجودة ومعروفة، لكنها تتطلب إرادة حقيقية وتعاوناً صادقاً من جميع الأطراف. المغرب يستحق الأفضل، وملاعبه يجب أن تعكس صورة حضارية تليق بمكانته الدولية.
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.