مقاطعة اليوسفية ليست على الهامش الإداري فقط، بل هي مهمشة سياسيًا، ولأنه حسب كلام الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، لا تنمية بدون إنصاف، كان لابد أن يخرج من رحمها أبناءٌ بررة، يحملون وجعها ويعرفون دروبها، ليخدموا العاصمة من حيث تُهمَّش العاصمة، هذه الأحياء التي كانت ولازالت تحمل ود وعطف ملكنا محمد السادس نصره الله وحفظه. نعم، في الوقت الذي كثرت فيه التحديات السياسية والاجتماعية بمدينة الرباط عاصمة المملكة المغربية الشريفة، ظل شعار التنظيم داخل الرباط يُردده المناضلون بإيمان راسخ، إيمان لم يكن مجرد ترديد، بل مشروع عمل حقيقي تبنّاه الأمين العام للحزب، الرجل الحكيم الذي اختار أن يربط مستقبل التنظيم بقدرات الشباب، وأن يجعل من الكفاءة والتكوين قاعدة أساسية لبناء تنظيم قوي ومتماسك، من القاعدة إلى القمة. هذه الرؤية الإستراتيجية لن تتحقق على أرض العاصمة، إلا إذا وجود رجال لا يعرفون الإنتهازية، بل يؤمنون أن التنظيم ليس مجرد مراكز ومناصب، بل مشروع نضالي ومجتمعي قائم على القرب من المواطن، والتأطير، والمبادرة. ولعل من بين هؤلاء الرجال، يبرز اليوم إسم الأخ الشاب البشير الساخي، أحد أبرز الكفاءات التنظيمية بالعاصمة، والذي يأمل أن يجعل من الرباط ورشًا حيًّا لتنزيل توجهات القيادة الوطنية والتوجهات الملكية السامية، فهو يتميز بعض الخصائص الشخصية:
+ فلسفة تنظيمية تبنى على الفعل لا الشعارات:
الشيء الذي أجمع عليه مناضلو الحزب والفاعلون بالعاصمة، هو أن السيد منذ إلتحاقه بالحزب، برهن أنه يتميز عن غيره، برجاحة عقله المؤسساتي الهادئ، وفلسفته التنظيمية التي تُوازن بين الوفاء للمبادئ والانفتاح على متغيرات المجتمع. فهذا الشاب إختار أن يُمارس التأطير من الميدان لا من الكواليس، وأن يُعيد الاعتبار لدور التنظيم كأداة لبناء الوعي والمبادرة المجتمعية، بقيادته الهادئة والحازمة في آن واحد، أعاد الثقة الفعل التواصلي بالرباط من خلال تفعيل خلايا الحزب داخل العاصمة، ويحرص على أن يكون لكل مجال ترابي صوته التنظيمي الحقيقي، وقياداته الشابة التي تمتلك من التكوين والكفاءة ما يجعلها قادرة على المبادرة والمساءلة والتفاعل مع انتظارات المواطنين. + تنزيله العملي والدقيق لرؤية الأمين العام. لقد التقط الأخ البشير الساخي بدقة روح توجيهات الأمين العام، والتي تؤكد أن الحزب يجب أن يُبنى من الأسفل إلى الأعلى، وأن التنظيم لا يكون قويًا إلا إذا ارتبط بالواقع اليومي للمواطنين. وفي نفس السياق، لم يكتفِ البشير الساخي بالنقاشات الداخلية أو اللقاءات الشكلية، بل عمل على جعل الرباط عنوانًا لنموذج تنظيمي فعّال، متماسك، ومنفتح تحت توجهات الأمين العام للحزب. بحيث نسّق البشير الساخي بحكمة وروح تنظيمية عالية مع الإخوان في مختلف عمالات وأقاليم جهة الرباط – سلا – القنيطرة، لتنظيم لقاء تواصلي مع الأمين العام بالرباط، ولم يكتفِ بذلك، بل فتح أبواب الحوار الداخلي، وحرص على توسيع قاعدة الحزب، لا على أساس الولاءات الضيقة، بل على أساس الكفاءة والالتزام. كما نجح في دمج الطاقات الشابة والنسائية داخل البنية التنظيمية، ومنحها أدوارًا فعلية في التسيير والتأطير، إيمانًا منه بأن التنظيم القوي هو التنظيم الذي يعكس تنوع المجتمع وقيمه الحية.
+قائد يملك كاريزما وأسلوب، يمزج بين التواضع والإنظباط.
لم ألاحظ عليه عليه حب الظهور والقيادة الصاخبة، فهو يمتلك ما هو أهم، الهدوء، التبصر، والقدرة على تحويل الأزمات إلى فرص للتنظيم، كما أنه قاد اللقاء بتواضع لا يملكه إلا المثقف الحكيم، وقد أحسن فن الإصغاء بكل احترام، وواجه التحديات التنظيمية بقدرة عالية في الانضباط، واضعًا مصلحة الحزب فوق كل اعتبار. لذلك استطاع أن أقول فيه، أنه يُراكم الثقة لدى القواعد، وأن يحوّل التنظيم داخل الرباط إلى مرآة تعكس قوة الحزب وتماسكه.
+ امتداده لمدرسة وطنية عنوانها الحكمة وخدمة الوطن:
كما هو معروف، أن الحكمة لا تُكتسب وحدها، بل تُورث وتُعاش، فإنّ البشير الساخي ليس غريبًا عن مدرسة وطنية أصيلة، فهو امتداد لعائلة معروفة بالتفاني في خدمة الصالح العام، وعلى رأسها الحاج سليمان الساخي، الرجل الحكيم، وأحد رجالات الدولة الذين بصموا على مرحلة من مراحل بناء الوطن بعقلانية وشجاعة ونظرة استراتيجية. لقد قدمت هذه العائلة خيرة أبنائها للوطن، رجالًا آمنوا بأنّ خدمة المواطن والوطن هي أسمى تعبير عن الوطنية، وبأنّ العمل المؤسساتي الجاد هو السبيل الحقيقي لبناء مغرب متوازن وعادل. في هذا السياق، جاء مسار البشير الساخي كترجمة حديثة لتلك المدرسة، متسلحًا بنفس القيم: الهدوء، الحنكة، الإخلاص، والمبادرة.
ونافلة القول، لعل مدينة الرباط اليوم في أمس حاجة إلى رجال من قيمة البشير الساخي، فهو نموذج يُحتذى به داخل مقاطعة اليوسفية خاصة ومدينة الرباط عامة. شخصيا أعتبره أمين على تنزيل رؤية الأخ والأستاذ محمد أوزين الأمين العام لحزبنا العتيد، من أجل خدمة المواطن والوطن، لأنهما من أبناء الهامش قدما إلى المركز لخدمة الهامش، وكلنا أبناء هذا الهامش. فالساخي البشير، هو رجل المرحلة، فبعقليته الهادئة ومشروعه الواضح، سيستطيع من إعادة وهج التنظيم الحركي داخل العاصمة، ويجعل منه قوة اقتراحية، ورهانًا حقيقيًا في معركة الإصلاح والديمقراطية المحلية والتشاركية الحقيقية لخدمة الوطن.
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.