إبراهيم الجماني قائد مسار إنضاج تجربة مجالس الأحياء غير المنتخبة من باب الديمقراطية التشاركية.
في سياق المسار الإصلاحي الديمقراطي التشاركي الذي نساهم فيه عبر نشر الثقافة التشاركية من خلال مجموعة من المبادرات الفكرية الوطنية، برزت شخصيات سياسية عديدة تفاعلت مع مفهوم مجالس الأحياء غير المنتخبة، التي تساهم إلى حدود الساعة في عقلنة التدبير المحلي بشكل ذكي وأكاديمي. إلا أن السيد إبراهيم الجماني، رئيس مقاطعة اليوسفية الرباط قد استطاع بشكل ملحوظ، أن يلتقط الإشارة الإيجابية، ويجعل من الديمقراطية التشاركية واقعًا ملموسًا، لا مجرد شعارات تُرفع في المناسبات الرسمية. بحيث أصبح السيد إبراهيم الجماني اليوم، نموذجًا فريدًا للمسؤول الذي يحرص على إشراك المجتمع المدني في تدبير الشأن المحلي، وهنا لا بد من التركيز على مفهوم "الإشراك"، لأننا لم نصل بعد إلى النضج الكافي الذي يجعلنا شركاء فعليين في التدبير عبر الاقتراح والتنفيذ من خلال العرائض والملتمسات، لكنها ليست بالخطوة الصعبة، ما دام هذا المفهوم أصبح ثقافة سائدة اليوم داخل المقاطعة.
كما لابد من الاشارة، أن هذا التحول البنيوي في النسق العام، ولم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة معاناة نفسية، وجهود فكرية، وممارسة ميدانية استمرت إلى ساعات متأخرة من الليل، (في أحد الأيام، اتصل بي مستشار قائلاً: "منذ إطلاق فكرة مجالس الأحياء غير المنتخبة، لم نعد نعرف النوم!") وبالتالي يحق القول أن فترة رئاسة السيد إبراهيم الجماني، شهدت انتقالًا ملحوظا من مرحلة المبادرات الفردية ذات الطابع الجمعوي والأكاديمي إلى مرحلة الفعل والمأسسة.
بحيث يوفر لها كل الظروف والإمكانيات اللوجستية والمالية لضمان نجاح هذه التجربة الفريدة على المستوى الوطني، لأنه يؤمن أن الديمقراطية التشاركية، ليس فقط كآلية قانونية، بل ممارسة يومية تستند إلى إشراك حقيقي وفعال للمجتمع في اتخاذ القرار، وأن المشاركة المدنية في مقاطعة اليوسفية، ليست مجرد جلسات إستشارية شكلية، أو مجموعات فايسبوكية وواتسابية تواصلية لحل المشاكل (2016)، بل أصبحت في فكره الاستراتيجي، جزءًا من آليات صنع القرار المحلي.
وبالتالي السيد الجماني إبراهيم، يكرس مفهوم إعادة الثقة في المجالس المنتخبة عبر تبنى مقاربة اشراكية، تحتضن المجتمع المدني من باب "الديمقراطية المستمرة". وهذه الاستراتيجية السياسية والإنسانية والاقتصادية والتنموية، ليست وليدة الصدفة، بل هي ثمرة رؤية واضحة وإيمان عميق، بالفكر الشبابي المبدع، المساهم في خلق سبل حديثة في تدبير الشأن المحلي، مما جعله ينجح في إرساء نموذج متقدم للتعاون بين المجلس والمجتمع المدني، ليصبح الرجل الأكثر احترامًا من قبل أغلب الفاعلين والجمعيات في المجالات التربوية، والرياضية، والثقافية، وغيرها.
ونافلة القول، لا يفوتني أن أؤكد أن هذه الشهادة ليست مجرد كلمات مجاملة، ولا تحمل وراءها غاية شخصية أو مصلحة آنية، بل هي شهادة حق يمليها الضمير، ويفرضها الواجب تجاه تجربة تستحق التنويه. فهذا القلم الذي تعوّد على قول الحقيقة، لا يجامل ولا يهادن، بل يسجل الواقع كما يجب أن يكون، خصوصًا عندما يتحقق الهدف الذي ناضلنا من أجله لسنوات طويلة، سواء في شقه الأكاديمي عبر رسالة الماستر بعنوان "الديمقراطية التشاركية والمجتمع المدني"، أو في شقه الميداني من خلال فكرة مجالس الأحياء الغير المنتخبة.
دون ابخاس حق مجموعة من رجالات هءا الوطن، فإرساء دعائم الديمقراطية التشاركية المحلية، ليس إنجازًا فرديًا، بل هو ثمرة جهود جماعية، قادها ويقودها رجال آمنوا بأن صوت الشباب ليس مجرد صدى هامشي، بل قوة اقتراحية قادرة على إحداث التغيير. لهذا، فإن السيد إبراهيم الجماني، رئيس مقاطعة اليوسفية، مسؤول يستحق التنويه في زمنٍ أقول فيه أن شهادة الحق فخرًا عندما توثق للتغيير الإيجابي، وتؤكد أن المستحيل يمكن تحقيقه حين تتوفر الإرادة الصادقة، والقيادة الحكيمة، والفكر الناضج.
الديمقراطية التشاركية فعلا هي من الحلول المهمة لأنجاح كل المبادرات المتعلقة بالشات المحلي و لما لا الوطني
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.