...جار التحميل

حليمة العسالي تحول معاناة الساكنة جراء العطش إلى مشروع تنموي وطني.

بقلم يوسف بودرهم

تم نسخ الرابط !
تم نسخ الرابط !
08 يوليو 2025 à 16h06

عندما تتحدث الحكمة بصوت الهندسة، ويتحدث التاريخ بصوت المستقبل، وترتبط المسؤولية بالمواطنة والتنمية، يكون الاسم، هو حليمة العسالي.

ليست مجرد عضوة داخل مجلس جهة بني ملال خنيفرة فقط، بل ذاكرة سياسية حية، وضمير إنساني حاضر، يحمل في كل تدخل نبضا صادقا، وقلقا تنمويا حقيقيا، ينصت لحاجيات المواطن كما ينصت لمستقبل الأجيال. ففي تدخلها الأخير بتاريخ 08.07.2025، لم تكتف الرئيسة بالتحذير من هشاشة السدود الصغيرة أمام تغيرات المناخ وتراجع التساقطات، بل أطلقت فكرة جريئة ذات أبعاد استراتيجية، وهي إنشاء سد كبير على واد آيت شتوكة، هذا المجرى المائي الهام الذي يمر بجانب خنيفرة دون أن تستفيد منه فعليا، بينما بإمكانه أن يكون خزانا مائيا استراتيجيا تستفيد منه المدينة والمناطق المجاورة، وصولاً إلى مدن أخرى تئن تحت وطأة العطش الموسمي وندرة الموارد. إنه ليس مجرد اقتراح تقني، بل تنزيل ملموس للرؤية الملكية السامية التي دعت إلى ضرورة ترشيد استعمال المياه وإعادة التفكير في البنيات المائية الكبرى، بما يضمن الأمن المائي والعدالة المجالية. وبالتالي، السيدة حليمة عسالي، في هذا المقترح، لم تتحدث بلغة الترف السياسي، بل بلغة الضرورة الوطنية، انطلاقا من موقعها كمنتخبة تدرك مسؤوليتها، وكامرأة مغربية آمنت دومًا بأن القيادة في خدمة الصالح العام لا تحتاج إلى شعارات، بل إلى مبادرات جريئة ومقترحات عملية. وبما أنها تقترح هذا المشروع، فهي تُعيد التذكير بأن التنمية ليست مجرد أوراش إسمنتية، بل رؤية مندمجة تزاوج بين المعقول التقني، والعدل الترابي، والاستباقية السياسية. ونافلة القول، في خنيفرة، كما في كل المحطات التي مرت منها، تبقى الزعيمة حليمة عسالي صوتًا نسائيًا استثنائيًا. يُبرهن أن المرأة المغربية ليست فقط حاضرة، بل قادرة على أن تكون قاطرة التغيير حين تمتزج التجربة بالحكمة، والرؤية بالانتماء.

أضف تعليقك

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

// Function dyal Copy Link top // Function dyal Copy Link bottom