1) أش دخل حمارتك لأسبوع الفرس ...!
كنت مدعوًا انا وصديقي الخطيب ياسن، لحضور وجبة غذاء من طرف بعض الأصدقاء والعائلة في إطار مهرجان التبوريدة بالرباط، في أجواء يُفترض أن تسودها قيم الكرم والتقدير لفن يُعتبر من رموز الهوية المغربية. لكن سرعان ما تبددت هذا الشعور عندما وجدنا رئيس مقاطعة يعقوب المنصور، وهو الجهة المنظمة للمهرجان، جالسًا كضيف أي مدعو لا مضيف، بنفس الخيمة. المفارقة لا تقف هنا، بل تتجلى في عمق التناقض بين الشعار المرفوع وبين واقع الميدان، شعار "الأصالة" يتصدر الملصقات، بينما تغيب الأصالة في أدق تفاصيل التنظيم والتدبير، لا كرم، لا تنظيم، لا ماء، لا دعم للسربات، ولا حتى احترام لفرسان التبوريدة الذين يمثلون الذاكرة الحية لهذا الفن العريق. أريد أن أقول للسيد المنظم، الأصالة ليست شعارًا نُزين به الأورق والملصقات، بل الأصالة سلوك وتدبير، كما أنها وقار واحترام، والأهم أنها نخوة وجود. الجود من الجدود ليس من الموجود، بكل صراحة، ما حدث، كان مهزلة بكل المقاييس، لا تسيء فقط للتبوريدة، بل تُسيء لصورة المغرب ككل، خاصة عندما نُفشل مناسبة ثقافية كنا نأمل أن تكون واجهة مشرفة أمام الزوار والمشاركين.
2) التذاكر تُرفض للبعض، ويدخل البعض بدون تذاكر بفقط بالعلاقات.
ما وقع من تمييز في توزيع التذاكر (للإشارة كانا تمتلك تذاكر)، ورفض طلبات عدد من المهتمين مقابل منح أخرى عبر علاقات شخصية، هذا يكشف عن واقع مؤسف يتمثل في استغلال عدد من المستشارين لمواقعهم، حيث أصبحت المشاركة في مهرجانات "الأصالة" رهينة بمنطق المحسوبية والزبونية، بدل أن تكون مناسبة للإنصاف والاحتفاء بروح التراث. هنا تصير صفة مستشار أو مستشارة، أداة للتمييز لا للتمثيل، وللإقصاء لا للتقريب، وتتحول المهرجانات من فضاءات للفخر الوطني إلى منصات لتكريس النفوذ والمصالح الضيقة. أما نحن، فنعلم جيدًا من نكون: نحن أبناء الأصالة الحقيقية، أبناء الصدق والنخوة، الذين ورثوا هذا الفن عن الأجداد وحافظوا عليه بعرقهم وكرامتهم، لا بمنشورات ممولة ولا بتذاكر ممنوحة في الظل، نحن من يعتبر التبوريدة هوية لا تُختزل في شعار، وشرف لا يُقايض بالمجاملات، ولذلك، نقولها بصوت عال، الكرامة لا تُمنح، والأصالة لا تُشترى، والتبوريدة أكبر منكم.
وخلاصة القول، نقولها بصوت الفارسان، نحن لسنا ضد المهرجانات، بل نُطالب بمهرجانات تليق بمغربنا، تحترم تراثه، وتُنصف فرسانه، وتُعيد الاعتبار لمعنى الأصالة، لا أن تجعل منها حبرًا على ورق. فأين وزارة الثقافة؟ أين الجامعة الملكية المغربية للفروسية؟ وأين المسؤولون عن حماية هذا الموروث من الابتذال؟
ليس كل من تقلد منصب فهو مؤهَّل لتنظيم مهرجان للتبوريدة المغربية الأصيلة.
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.