إنه رجل المرحلة المقبلة.
حينما يختار البعض لغة الإثارة والاتهام، يختار القائد الحقيقي لغة الحكمة والرزانة. هذا ما لمسناه في رد الأستاذ محمد أوزين، الأمين العام للحركة الشعبية، على ما أثاره الصحفي توفيق بوعشرين. فقد جاء الرد عاكسا شخصية قيادية، متشبثة بأخلاق الحوار، وواعية بوزن الكلمة وأثرها في الرأي العام. شخصيًا، رأيت في رد أوزين ملامح القائد الوطني الأصيل، الذي لم يتنكر يومًا لمغربيته الطبيعية، ولا لعمق انتمائه للأرض والناس والتاريخ. ردٌ لم يكن من باب المزايدة أو الانفعال، بل من موقع المسؤولية التي تحتم الحفاظ على وحدة الصف واحترام المؤسسات، مع إبراز الحقائق بلغة راقية تحترم المتلقي. إن مثل هذه المواقف تذكرنا أن السياسة ليست فقط تدبيرًا للشأن العام، بل هي أيضًا فنٌ في إدارة الاختلافات، وصون كرامة العمل السياسي من الابتذال. وحينما يكون الرد بهذا القدر من الاتزان، فإنه يتحول إلى رسالة أمل للشباب بأن العمل السياسي يمكن أن يظل نبيلا، وأن الحوار يمكن أن يكون حضاريًا حتى في قلب الخلاف. إن الأستاذ أوزين، بهذا الموقف، أعطى درسًا في أن القيادة ليست في رفع الصوت، بل في حسن اختيار الكلمة، وفي أن الوطنية الحقة تُقاس بمدى احترامك لوطنك في خطابك قبل أفعالك.
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.