...جار التحميل

شفور الطاكسي يشاهد السياسة من المقاعد الخلفية.

بودرهم يوسف

تم نسخ الرابط !
تم نسخ الرابط !
10 يوليو 2025 à 21h32

في محطة من محطات الحياة، وأخرى من محطات سيارة الأجرة من الصنف الأول الكبير، التي اشتغلت بها لسنوات، جمعتني الصدفة بحوار عفوي مع شاب أكن له كل الإحترام، يشتغل سائقا، لكنه في العمق مواطن يحمل في ذاكرته وقلبه نبض الشارع ومرارة السياسة.

قال لي بصراحة مغلفة بصدق شعبي: يوسف خويا، شخصيًا مزال متبعك، ولكن أنا لا مع أوزين ولا ضد أوزين، أنا ضد السياسة كُولها، لكن معك أنت، لأني مؤمن بك. صمتُّ قليلًا، ثم قلت له بهدوء لا يخلو من فخر، أنا فقط تلميذ في المؤسسة الحركية. ردّ وهو يبتسم: بكل صراحة، كنت كنحب نتفرج على بنكيرا، لكن دابا، كنحب نتفرج على أوزين، لأنه الأقرب للمواطن، والأصلح لقيادة الحكومة.

انتهى الحوار، لكنه فتح سؤال في داخلي. شاب بسيط، لا يحمل بطاقة انتماء حزبي، لا يصوت ولا يهتم بكواليس السياسة، لكنه في لحظة صدق قال كل شيء. هذا السائق (الشفور)، الذي يمثل شريحة واسعة من الشباب المغربي، لا يثق في السياسة، لكنه يبحث عن الصدق في الوجوه، وعن الأمل في المواقف، وعن الوطن في الكلمات.

ونافلة القول، شهادة سائق (شفور) طاكسي، قد لا تُقرأ في الصحف، لكنها تختزل مزاج الشارع، وتؤشر على تحوّل هادئ في المعادلة السياسية، حيث يصبح المفهوم مرتبط بالنفور من السياسة إلى التعاطف مع الصدق، ومن الكفر بالأحزاب إلى الإيمان بالأشخاص، هي شهادة عابرة، لكنها صالحة للنقش في الصالونات السياسية الكبرى، كما أنها ذاكرة اللحظة التي ربما تحمل نبوءة أن الموقف الذي بدا لنا عابرًا كان في الحقيقة استشرافًا لمستقبل لم نكن نراه.

أضف تعليقك

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

// Function dyal Copy Link top // Function dyal Copy Link bottom